موسى، جئت متأخرا
عصور المعجزات شحبت
قدم عصاك لشارلي شابلن
لكي نضحك قليلا.


شمس لنکرودي
في مدى اللا جدوى

قصائد مختارة
ترجمة : أحمد الحيدري

أشكر صديقي العزيز هادي آل بوشكه على ما أمدني به من نصوص ومقترحات وأنفاس شعرية.
المترجم

ولد الشاعر شمس لنكرودي في العام 1949 من أعماله ( سلوك العطش )، (الإحتفال المغيب) (علائم للبلبل الخشبي) و رواية (خطى عسكرية على تراب خاو).


لم تكن الساعة الخامسة

لم تكن الساعة الخامسة
وثيران العالم لم تطلق صرخاتها أمام الذبح.

شمس ظهيرة
وكنت أنا الواقف بانتظارك.

رجع قميصك المدمى
مع قطعة معدنية من خمس ريالات
أردت أن
تتصل بها
علي.
ـــــــــ

عدت من السفر

عدت من السفر
بيد أن السفر
لم يبرحني.
ـــــــــ

شعر، تفاح

الشعر شجرة تفاح
نزلت من الجنة
لتهب فاكهة محرمة.

جئت متأخرا موسى
موسى، جئت متأخرا
عصور المعجزات شحبت
قدم عصاك لشارلي شابلن
لكي نضحك قليلا.
ـــــــــ

تحرك ذيلها

تحرك ذيلها
وترسل دعاء
ولا يسمع لها صوتٌ


راضية هي السمكة
إن كانت في محيط
أو بجانب ساطور

راضية هي
ببيت زجاجي
يبقي الخفاء مشرعا.
ـــــــــ

لكل هذه الأصابع..

لا حاجة لكل هذه الأصابع
شجرة سنار أنا!
لا حاجة لكل هذه الأصابع
لو كان في الهواء شيء.


لا تقل
لا تقل ما يغرقني حزنا
لا تقل.

فقد امتلأت الشوارع والطرق
برياش الربيع المنزوعة
أعرف
أعرف جيدا ذلك الريش المنزوع المتطاير.
البلابل المتجمدة أمام آنيتها النحاسية
تناست كل أغانيها.

أولئك الواقفون أمام واجهات البيوت
في مثل هذه الليالي المضيئة بالقمر
يشعلون الثقاب
لا يحملون سراً.
كل شيئ في هذه الليلة
يشع كالفقاعات
لا تقل
لا تقل
إن القمر لا يدري بشاعته.

دع القمر
يرسل في هذه الليلة العقيمة خيطاً من ضوء
دع قلوبنا
تشع
في هذه الليلة المقمرة
كالحصى.
ـــــــــ

كمثرى

أي انتظار طفولي تخبئينه بانتظار ضيوفي أيتها الكمثرى البريئة!
أي غبطة انتظار تملكتك
وأنت بعد ساعة
وفي صحن يتصاغر
ستتركين بقايا.
ـــــــــ

أكتب

أكتب،
أكتب غير عابيء
بالخطيئة.
أكتب
وأمحو
مثل إله كتب ومحا
آلاف السنين.
ونحن في انتظار
الطهر
نرتعش.
ـــــــــ

واضح
لا
تخف الخنجر خلف ظهرك
أراه متوارياً بين طيات
قميصك!
صدقني
ليس هذا بخنجر
بل نيلوفر
سيقانها مشبعة بريش حالم.

على التلال الخضر تجري
أربع أنهر دم.





جمخاله ( 1)
جمخاله
سماء ساطعة
- أماه !

أريد نجمة.

_ بني هي ملك لله
فلتجلس صامتا.

_ أماه !
أريد ركوب قارب
لأجوب البحار كلها.
_ بني لا أمان للبحر
دقائق، ولا يعلم إلا الله أي عاصفة ستهب.
ثم
البحر
سيأخذك مثل مرجان
عليك، يا ولدي أن تجلس صامتا.
1_ جمخاله مدينة ساحلية تقع في كيلان.

_ أماه!
دعنيي أشارك الملائكة النوم على الساحل الرملي.
_ بني!
تلك الكائنات ترفل بملابس عطرة غطت رائحتها بوابات البحر
سيأخذونك معهم
وسأفقد إبنا
عليك، إذن، أن تجلس صامتا.
_ أماه!
أريد قميصا لامعا مثل الذي يرتديه ذلك الولد.
_ سأصنع لك قميصا من قماشة القمر وكتان النجمة.
وعليك، عليك أن تجلس صامتا.

يدا بيد
في خطو الليل الهاديء
عادا الى البيت
نسيم متكسر يطلق آه لحظة في وجه النجمة.

الطفل
بقميصه اللامع
يسبح عبر موج النجمة
في زورق
على ساحل خفي.
ـــــــــ

النهاية

- سيدي، هل تشتري قميصي؟
يبيع قميصه.
- سيدي، هل تشتري سروالي؟
يبيع سرواله.
- سيدي هل تشتري حذائي؟
فلن تخذلك عند نهش الكلاب.

- سيدي، سيدي، هل تود شراء قلبي؟

وبينما قلبه يرحل، حفنة من النجوم في سلة ذهبية
تهب ريح سوداء على جسده المتهالك
تتفتح حفر مخيفة في روحه
وتتلوى الديدان ويزحف النمل
في إبتهاج لا نهائي.


في عزاء مرتضى
قطعت هذا الطريق المتطاول لأراك
رأيت الأرض المحروثة
مساحات طين وقمرا مقصوصا
رأيت دهشة أطفال وعشبا مسحوقاً
رأيت مظلة ترابية ولهيب آه
رأيت الهواء أيضا
ولم تكن.
ـــــــــ

مندّى برائحتك قلبي
إلى أحمد بوري العزيز


مندّى برائحتك قلبي
حين فجراً
تنهض الكلمات ضائعة
ناعسة
تتلمس فمي.
لأروي عنك.

إلى أي ناحية من العالم رحلت
أثر خطاك
مثل فتات حب طيور
مبعثر في كل الجهات

لن تعود، أعرف
والشعر
مثل عصفور عصف به الضباب
على سقف شتائي
وتحول الى
قطعة ثلج.
ـــــــــ

فداحة

الى بيجن أصانلو
الى إنسانيته و لطفه اللا منتهي


هوينا بفداحة
لنصل الى الضحالة

مخوفةٌ أخرى هي
مع ممشى
آخرته جليَّةٌ

لطالما ولد الإنسان قبل أوانه
والحياةُ لحظةٌ تتطاولُ،
الحياةُ مزهريةٌ
ماتشممت الزهر قط.

السعادة زقاق
يمطرنا حجراً
أبديا.

والإنسانُ
دميةٌ
حالمة
ويعيش رؤياها.

العشق ليس شيئا
نقتات به
والحياة ليست ما يجتاز
بلا عشق.

كم سريعة هي الشيخوخة
وكم سريعأ
تشقق
نشوة الأحلام.

والآن
مخوفة أخرى هي
مع ممشى
نهايته جلية
والحياة
ستتشظى
في مدى اللا جدوى.